أخاديد
ما بينَ موتينِ، من منّا الذي غلبا؟ من أوقدَ النّارَ، أم من زادها حطَبَا
إنّ البنادِقَ إن لم تحشُها شرَفاً أصبتَ فيها خيالاً أو دماً كذِبَا
يا عاشِقَ الشامِ زِدْ غَيظاً ومُتْ وجَعاً واندُبْ على الغوطَةِ الشرقيّةِ العَرَبا
هنا دمشقُ.. هنا التاريخُ مذ بدأتْ عيناهُ تبصرُ حتّى ذلّ وانتحبا
هنا الشّوارِعُ والجدرانُ لو نطَقَتْ لعلّمتْ كلّ من مرّوا بها الأدبا
يا قطعةً من فؤادي.. كيف حالكِ؟ هل ما زالَ كفُّكِ يعطي كلّ من طلبا؟
حتّامَ حُسنُكِ يغري صَوتَ مدفعهم وترقصينَ على إيقاعِهِ طربا
تسترينَ جراحاً لا تسيلُ دماً بل تسترينَ جراحاً تنزِفُ الكُتُبا
حنّتْ إليكِ سماءٌ ما لها عَمَدٌ فأرعدَتْ حَزَناً إذ أمطرَتْ شُهُبا
قالوا دمشقُ كبَتْ واسّاقطَتْ كِسَفاً فقلتُ والله واللهِ الزّمانُ كبا
تعوّدَ الدّهر أن يقتاتَ من دمها واعتادَتِ الشامُ أن تستحقرَ السّبَبَا
لا تسألينيَ عن حالي فكيف بمن لم يعرفِ العشقَ إلا عندما اغتربا
قولي لعذّالِ هذا البينِ: ويحَكُمُ يبقى الأصيل أصيلا أينما ذهبا
وإن أتيتُكِ محمولاً على خشبٍ فعانقيني.. لأني أكره الخشبا
ما جئتُ أحملُ يا محبوبتي عتباً بل جئتُ أمسَحُ عن أجفانِكِ العتبا
عيني عليكِ ولو أقفلتها خجلاً فسامحيني وقولي عاشِقٌ تَعِبا
فإن رضيتِ عليهِ طابَ منزِلُهُ وإن غضِبتِ، فإنّ الله قد غضِبا






