يُعد الشاعر السوري موسى سويدان، المولود في مدينة حلفايا عام 1992، نموذجاً حياً للشباب السوري الذي صاغت الثورة وعيه، وغيرت مجرى حياته من المسارات العلمية البحتة إلى فضاءات الإبداع والأدب؛ فقد بدأ حياته الدراسية طموحاً لدراسة الهندسة المدنية، إلا أن اندلاع الثورة السورية المباركة ومعايشته ليومياتها الأولى حال دون إتمامه لهذا المسار الأكاديمي، ليختار الانحياز لصوت ضميره ويغادر مقاعد الجامعة، راحلاً إلى تركيا في عام 2013، حيث بدأت هناك مرحلةٌ جديدةٌ من حياته تبلورت فيها تجربته الشعرية.
وأثمرت هذه التجربة عن صدور ديوانه الأول بعنوان "تراتيل" عن دار جفرا للنشر والتوزيع في الأردن، بتقديمٍ من الدكتور أنس الدغيم، وهو العمل الذي لم يمر مرور الكرام في الساحة الثقافية، بل تحول إلى مادةٍ علميةٍ رصينة استقطبت اهتمام الباحثين، حيث كُتبت حول قصائده دراسات ماجستير ودكتوراة في العديد من الدول، مما يؤكد عمق نصوصه وقدرتها على ملامسة الواقع والوجدان. وتزامن هذا الحضور الأكاديمي مع تقديرٍ نقدي تمثل في نيل قصائده لجوائز عربية مرموقة، كان في مقدمتها حصوله على المركز الأول في مسابقة الجياد الثقافية في الأردن، ليحجز بذلك مكانه ضمن أبرز الأصوات الشعرية الشابة.
ولم يكتفِ سويدان بالنشر والجوائز، بل كان حاضراً بفاعلية في المشهد الثقافي عبر المشاركة في مهرجانات وفعاليات كبرى، بدءاً من نشاطاته مع الجمعية الدولية للشعراء العرب في تركيا، ووصولاً إلى الأردن حيث أقيم له حفل توقيع مميز في المكتبة الوطنية بتقديم الدكتور والروائي المعروف أيمن العتوم، وامتداداً إلى الداخل السوري عبر مشاركته في فعاليات معرض الكتاب بإدلب. وإلى جانب ذلك، سجل الشاعر حضوراً إعلامياً لافتاً عبر لقاءاتٍ تلفزيونية وإذاعية عديدة، منها استضافته في برنامج "بيت القصيد" على قناة الرافدين. وهو اليوم يواصل مسيرته المهنية والإبداعية من خلال عمله في وزارة الثقافة ضمن الإدارة المركزية، مسخراً خبرته لخدمة العمل الثقافي الوطني.
