Skip to main content

زهرة

نحن يا موتُ صابرونَ سَهارى نفهَمُ الفَقد آيةً لا انْكِسارا
ما عهدناكَ يا فَواتُ مخيفًا وعَتِيًّا لِحدّ أن لا تُجارى
ما عهدناكَ تَغرسُ الحزنَ بالقلبِ إذا كانتِ القلوبُ قِفارا!
طالما كنتُ في جنونِكَ صلدًا ومَهيبًا وكنتَ عنّي تَوارى
كنتَ تَجني الدّموعَ مِن أعيُنِ الناسِ وعيني عليكَ أبعدُ دارا..
أنَا لا أنحني لِمَوطِئِ أقدامكَ فينا ولا أَعُدّ اعْتبارا
"يومَ عَمّي" _صَراحةً_ أنَا مَن قلتُ: نُلاقيكَ والبِدارَ البِدارا
وانْتَصرنا _بِحَسبنا اللهُ لا قوّةَ إلّا بهِ_ عليكَ مِرارا
ثمّ قلتُ اتْركوهُ ما زال غضًّا وسيبقى بنا عزيزًا مُدارى
فلماذا غدرتَني أيّها الوغدُ ولمْ ترعَ ذِمّةً أو جِوارا؟
"أبِزَهْرِ" القلوبِ تَفجعُ روحي ومتى كنتَ تقطفُ الأزهارا؟!
ومتى سَوّلَتْ لك النّفسُ أنْ تُطفِئَ في هذه الحياةِ النّهارا؟
كانتِ الدّفءَ والهوى والطُّمَأنينةَ والنّورَ والنّدى والنُّوَارا
"عمّتي".. ثمّ يَسخُنُ القهرُ كي يَحْرقَ فينا الأنفاسَ والأبصارا
إنّها عمّتي..! ويَسقُطُ وجهي ويَخِرّ البكاءُ جَمرًا ونارا
كان أحرى بأنْ نُسارِعَ للموتِ كِبارًا _فِداءها_ وصِغارًا..
حسبي اللهُ كيف صلّوا على "الزّهرِ" إذا كانت القلوبُ سُكارى!!
حسبيَ اللهُ، مالِكَ المُلكِ إنّي أستطيعُ الجنونَ لا الإصْطبارا..
وأناجِيكَ منذُ أنْ رقصَ الحزنُ برأسي ولا أُجيدُ اعْتِذارا
أنَا راضٍ بما كتبتَ على الخلقِ ومثلي لا يُنكرُ الأقدارا
نحنُ والطّهرُ لا يُجفّفُنا الموتُ إذا اشْتدَّ بل نَزيدُ اخْضرارا
مَن سِوانا سيركَبُ الحزنَ خَيلًا ويربّي الجراحَ والأخطارا؟
وأنا الآن أنتَمي لِغيابِ الحبِّ والعَطفِ فالحِذارَ الحِذارا
وعلى ضوءِ جُثّةِ "الزّهرِ" أشتَدُّ لهيبًا وأَطبُخُ الأشعارا
وأنا أُطعِمُ الوَداعَ فؤادي سأُهَنّي الجِنانَ والأنهارا..
سلّموا لي على الحَبيبةِ لا خيرَ على الأرضِ بعد أنْ تتوارى..

الشعر العمودي

البحر الخفيف

قافية الراء (ر)

القراءات: 19 قراءة