قصيدة النصر
من الأحرارِ في أقصى الشمالِ أتاك النصرُ يا وطنَ الجلالِ
على خيلٍ مطهّمةٍ عتاقٍ أعنّتُها تتوقُ إلى المعالي
عليها كلُّ أشوسَ إدلبيٍّ يسيرُ إلى المَنونِ ولا يبالي
أتاك النصرُ من حلبٍ تراءتْ سيوفُ الهندِ والأَسَلُ العوالي
وهبّتْ ساحةُ العاصي لِعُرسٍ سنذكرُهُ على مَرِّ الليالي
إلى حِمصَ العَديّةِ في عُلاها وسلّمَتِ الرجالُ على الرجالِ
سويداءٌ تَنُوخِيٌّ هواها بنو معروفَ أُسْدٌ في السِّجالِ
فراتِيُّونَ مِن تلكَ الرمالِ لنا في البحرِ أشرعةٌ جِماحُ
وقال الساحلُ العربيُّ قولاً فصَدَّقَ كلُّ حُرٍّ بالمقالِ
أَيَحكُمُنا الجبانُ ونحنُ أهلُ الملاحمِ والتواريخِ الخوالي
أبيْنا الذلَّ يا وطني دِمَانا تُقَضَّى في ميادينِ القِتالِ
إلى أن جاءَ نصرُ اللهِ فتحاً بعيدَ الشَّأْوِ مُنقطعَ المِثالِ
أتاكِ النصرُ سوريا صريحاً من الأحرارِ ليسَ من المَوالي
سقيناهُمْ كؤوسَ الذلِّ صرفاً وورَدْنا على الصَّفوِ الزُّلالِ






